ذات ليلة مجدبة من ليالي حياتنا المتلاشية، قرر فأر من الصنف السوداوي الشائع أن يضع حدا لحياة الذعر والذل هذه، وينهي قدر الضعف والعجز الذي سجن فيه من دون ذنب. كانت الخطوة المصيرية الأولى هي تحدي الرب ومخالفة تعالميه التي تنص على أن يتحدث كل كائن بلغته. و فأرنا إختار التحدث بلغة البشر عالما بأنه يتحمل وحده عواقب مثل هذه المغامرة المحرمة. مفهوم انها لحظة مخيفة وذهبية ، شبيهة بلحظات الذروة الجنسية. ففيها يختلط سحر مذاق الواقع بالرغبة في الاختفاء.
في ساعة مبكرة من صباح ذاك الشتاء ، خرج الفأر من جحره في غرفة المطبخ من دون مبالاة، مثل سكير يبحث عن علبة كبريت. وكانت العائلة تجلس الى مائدة الفطور بكسل وأمان...
قال الفأر : صباح الخير ...
عندها فقط اختلفت قواعد لعبة الخوف، وصار الفأر بحجم الديناصور...
هناك تعليقان (2):
جميل يا صديقي
جميل ... عاشت ايدك
تحيات .
رامان
الاديب المبدع حسن بلاسم قرأت لك في ادب فن فشدني نصك منذ العبارة الاولى رغم الحزن المتدفق لكنه حزن عشناه ونعيشه كل لحظة اما لعبة الاحجام فهي لعبة فلسفية او قل كوميديا سوداء
حسن بلاسم انك تكتب بشفافية عالية
دام ابداعك
إرسال تعليق