الثلاثاء، 4 مارس 2008

اشتر فيلا وأنقذ بيتك









انا أعرف ان بناء البيوت الزجاجية هي السعادة المائية التي لا توصف. هي الخطوة الاولى لأستنساخ احاسيس طرازية يمكن الاحتفاظ بها إذا مارسنا وخضعنا لقبول حيوان الموت الصغير، وتربيته بطريقة جادة ، على أنه دجاجة أليفة. ومادام الخير أكثر قسوة وكآبة من الواقع فأين إذن شرعية البيوت التي نسكن.

المرحاض :
ولدتْ سنبلة. واستمرت ملامحها بالتشتت الى ان وقعت الكارثة. وأفاقت في عامها الثامن عشر، وقد تحول وجهها الى حفلة تنفس. ويقولون ان الجني الذي تزوجها في المرحاض كان قد اتى من الهند ناطا ً فوق ملايين سطوح المنازل والمعابد وغيرها ، حتى أن صيادا ً شيعياً من مدينة مشهد المقدسة، كاد أن يصطاده لكنه فشل في النهاية. فالهندي كان قد تعلم على يد ملاك بوذي منشق. ربطوها في إثنى عشر شباك مقدس. وتوسلوا بالهندي ان يخرج من ركبتيها. وكانوا قد استعانوا بخبير لغات مهيب ومتبحر في علم الباذنجان.

أعمدة النور مكهربة. واشعال مصباح قد يكلفك حياتك في هذه البلاد المقدسة. وفي أحسن الاحوال لن تدفع سوى الضريبة عن تهمة عتيقة ، حين يكتشفون نيابة ً عنك ، أن أمك عاهرة، و أباك كان قوادا. هل علي ان أهذي طويلا ياولدي، بذريعة ان هذه التهمة هي ، على حقيقتها ، ُمنشطة ولذيذة ، وفي عام الفيل سنولد ياولدي ، يا أعور ، يا دجال.

المطبخ :
جرّية بنت بنيّة. رفسها قبل قليل السيد الوالد ( ع ) في معدتها وهي تريد أن تحرر يده من سكين المطبخ أقسم َ أن يذبح إبنتها الوحيدة، إن لم تكف المسودنة عن الصراخ والتعري في الشوارع. وذاك الهندي ، إبن النعال ، مصرٌّ على لحس مخ البنيّة. وأنت يا جرّية ، مسكينة انت أيضا فمنذ أن وصلت ِ الى الزقاق الرابع في حي الأهوار وأنت تعيشين ذليلة بين أعدائك الشيعة. حتى أنهم نعتوك بالسمكة المحرّمة كي يهينوا و يسخروا. بنت الهايشة ... سنية ... نعله على عمر. .. وين رحتي يا جرّية ! والهندي يمارس بوذيته بشبق موجع في رحم إبنتك الوحيدة.

بيت الله ... حوض السمكة ! نتسلل في الليل مع الفيلة، ونبنيه من جديد. من الزجاج الخالص و شديد الشفافية. وستصير الكعبة، الحجر الأبيض ـ الأساس لبناء مثل هذه المدن الزجاجية. وحين تعودون من العمل الى بيوتكم الزجاجية تروني وأنا أنيك حبيبتي، فتبتسمون. أفيق في الصباح، أشاهد جارتنا السمينة ، تخرّي. فأبتسم. وهكذا نوجد كأرانب برية سعيدة. يالله ... سيصير بيتي كله نافذة ً. وبيت الله، وبيوتكم. ونحن كما لو كنا عناقا مؤلما ومثيرا للسخرية تماما كما هي الحقيقة بل وأجمل. سيكون هنالك وقت طويل للضحك ، وحقل مناسب من الحرية. ولعل الأخلاق ستسقط أخيرا وتفيض البلاد بالأجوبة. وعن نفسي سأشتري الفيل.

أسفل السلم :
تعرّت. وياعراة كان جلدها المدبوغ بالأصابع والسياط ، يحمل ألف جرح وجرح . تخلع هي قلائدها. واحدة تلو الأخرى. ثوبها ، طلسم البركة من رقبتها ، القماشة الناعمة من بين فخذيها. حسنا تفعلين يا زهرتي ، أخلعيها ، صرختك هذه . تلك القلادة المرة. وطوفي بها بين مسامات الهواء الحر. ومثلما تشتهين : أبعد من أيادينا. أبعد من هذه البلاد المشجوجة بالشعوذة والظلام. في اسفل السلم تحرق الزهرة نفسها بينما يلملم الهندي حقائبه من جسدها المشتعل. ويطير بها ، قلادة ً.

تسميم ُ أحساس جيفةٍ أكبر لذة ً ونبلا ً من تسميم فأرة. وكتاب منحط عن تاريخ الأحاسيس في هذه البلاد ، أصبح ضرورة ملحة.

سطح البيت :
سنة تافهة وموجعة مرت. ويطيح ( ع ) في السوق مشلولا ويموت . وأنت يا جرّية ماذا تخبزين ! تنورك هذا شعلة محرومين. فختية تحط قرب سلة خبزك ، وتحط أخرى ويؤذن بأسم الرب. فتركب احداهما الأخرى. فخاتي يا جرّية ! وعلى من تنخين وتتقرفصين هكذا قرب سخام التنور وانت تشركين إسم الله بالنحيب ، وجسدك المهشم بالنار.

الحمام :
طاسة زهرة الفضية ، ساكنة وحارة.

غرفة :
حجر على حجر على مرض. هذه البلاد المكعبة محكومة بالغائط والنسيان.

الحديقة :
لو كنت ربك ، لأهديتك المفاتيح والعذوبة ، كي تقفلي البلاد بصرخة ونستريح.


ـ ُكتبت أثناء عبور الحدود التركية الايرانية في عام 2001 ـ


ليست هناك تعليقات: