الثلاثاء، 4 مارس 2008

زوايا







عين الشاعر

الشاعر الصديق مربوط بأسلاك شائكة مرئية ويكتب قصائد ذليلة وسجين أيضا. الشاعر الملعون جبان ينسحب الى الهذيان وهو سجين من نفس الأسلاك. الشاعر المثقف سجين يدعي النظافة والإيمان. الشاعر الزاهد هو حارس قديم في السجن. شعراء القضية هم سجناء مصابون بالإسهال الحاد. شاعر قصيدة اليومي هو سجين حليق الذقن ومحتال. شعراء الحب هم سجناء مخنثون. ومنهم من يحب الوشم والنثر. وهم عادة نشالون صغار.

ورقة وحيدة مذيلة بتوقيع قاتل لا يدعي الشعر

كتب ستة قصائد وطفلة صغيرة بسكين واحدة

وجدوه يأكل من قتلاه ويضحك!

وجدوه تماما بلا أسنان ...

وجدوا دم الطفلة على أسنانه المنزوعة

وجدوه ينتظرهم في مزرعة تفاح فارغة !


عين الشبح
هؤلاء الناس عاشوا مهزومين وقتلة

لم أقبل مرة في حياتي أن أكون كاتبا

كنت أحلم بمكتبة ضخمة وباردة وسط المدينة

أبيع التأريخ والقصص والروايات الفاسدة لهؤلاء السفاحين

كل الخراء المنثور سأبيع : ببساطة كان الشعر محاولة متواصلة لفقدان الحياة بينما السينما في استعادتها.

هؤلاء الناس

هذه التماسيح الهرمة

هذه المشاهد المتتالية من الرعب

هي ما أتاح لي أن أعيش كالأشباح

مرة في الشاشات ومرة على الورق

ومرات بين القبور أوزع كتب الضحك السميكة على الأبطال


عين الطائر
لو نظرت من الارتفاع الذي يحلق فيه لكان اللون السائد هو عباءات الأمهات في السوق. ولظهرت الفواكه والخضر كثقوب ملونة. شاعر بمكنته أن يسمي قصيدته هذه : الحياة. ورسام سيشتهي أن يكون للون الأسود حركة الأصفر في حقول فان غوغ. سينمائي عجوز سيفضل زاوية عين الطائر كما هي ومنهكة على أن تكون مصحوبة بموسيقى بكائية.

سينمائي شجاع سينزل إلى السوق وينيك الأمهات من الخلف.

أمهاتنا الطيبات اللواتي يسترن الثدي الأسود والثدي الأبيض

أمهاتنا الأبقار- الأرامل الهزيلات ...

أمهاتنا الصناديق.


عين الإنسان
بين كل رجل وإمرأة تحبه بإخلاص ، خطر الخيانة قائم. الأمر يعود الى كوننا حيوانات مطاردة. نحتاج للتوقف قليلا في زاوية ما لإرواء الظمأ. وهذا ما يحدث أيضا بين كل سماء وسحابة ، حين تلجأ الأخيرة إلى البحر. لا تفتح الشباك ، أنظرْ من ثقب الباب إلى البلاد. هي ترضع في سريرك من ذكور العتمة. هكذا يمكننا قبول الحب واليأس في قرننا هذا حين نضاعف الكراهية والشك. العتمة التي كانت قد اقتلعت عينك اليمنى على نفس الوسادة. لهذا أنت تمطر في المنفى بعيدا. أو أنك المرأة التي تحب بإخلاص.

لا تطرق الأبواب. تلصصْ فحسب.

مازالت لديك عين واحدة ! خطر الخيانة قائم بين كل شاعر وعناق.

ليست هناك تعليقات: